مات الوفا مشرف منتدي الترحيب بالقادم
عدد الرسائل : 434 تاريخ التسجيل : 06/08/2008
| موضوع: ورحلتي بعيدا مع خيوط الفجر الجمعة أغسطس 22, 2008 1:14 pm | |
|
عندما تحين لحظات الرّحيل، وتتسارع السّاعات، تنساب في القلب الخواطر وتستفيق الذّكريات، دون أن يكدّرها النسيان، أو يخمدها امتداد الزّمان. أتطلّع إليك، وأنت تنتظرين شارة الرحيل، وقد جلل الهدوء ملامحك، تلملمين بقايا أوراقك المتناثرة هنا وهناك، ومع كل ورقة تضعينها في حقيبة السّفر، إنما تضعين حفنة من وجع القلب، وبقايا نبض يتردّد بين حنايا الذّكريات.
ها أنت الآن تُشعلين الشّمعة الأخيرة، بعد أن لملم النهار بقاياه المهزومة، وأسدلت السّفينة شراعيها آزفةً ساعة الرّحيل. تعمّدت ألاَّ أراقب عقارب السّاعة وهي تلتهم المساحات المتبقية من عمر الوداع. وألاّ أُعدّد اللحظات التي تتهاوى وتذوب، وهي تنكس شراع الزمن، وتطوي صفحات من الحياة، لتنصب بعدها قلاع الذّكرى. عندما ترحلين، سأردّد مع العصافير ابتهالات قلب ينتظر دون أمل، سأنشد مع أوراق الشّجر... مع نسائم الصّبح.. مع حبّات المطر: (هكذا شاء القدر... أن يرحل الياسمين.. أن يفقد اللّيل القمر).
للرّحيل لغة أخرى لا أعلمها يا آنستي، علّميني لغة عينيك، كي أكتب لك كلمات الوداع بأحرف من نور، ومداد من خلجات الرّوح، التي تتردّد في زفراتي، ويدوي صداها في نفسي. علّميني كيف أثور على حروف الأبجدية. وأُشكّل منها كلمات تليق بالوداع، ما أخطأتني الوسيلة يوماً ولا خانتني الكلمات، بقدر ماهي تتمرّد عليّ اليوم، (وكأنها ما ارتوت من أدمعي ودمي/ ولا غذتني ليالِ الوجد والسّهر). فالكتابة – يا آنستي- أسوأ من الموت بآلاف المرّات، والكلام في هذا الزّمان حطام فوق حطام. دعيني، أتأمل وجهك الّذي خرج لتوّه من عين الشّمس، وعينيك اللّتين يدخل التاريخ من بابهما، لعلّي ألتقط بعض الكلمات لأصوغ منها قصيدة الوداع، وأنثرها على امتداد البحر. ففي وجهك خارطة الرّحلة بدءاً وحضوراً ونهاية، وفي عينيك بُعدٌ يتماثل لروحي وتراً يعزف لحن الوداع، والرحيل، أُناجي فيهما خُضر أ يامي التي ضمت الذكرىبقايا أوراقها.
أستميحك عذراً –آنستي- في هذه الكلمات، التي مزّقها الهجر وهلهلها الفراق، فهي من وحي عينيك... من صفاء خدّيك... من ضفاف شفتيك ... هي منك وإليك... أيّتها الغائبة المقيمة: أراك بعيدةً قصيّة الدّروب، مسافرةً ولكن دونما سفر، مهاجرة ولكن دونما هجر، راحلة ولكن دونما رحيل. وأراك قريبةً في عمق قافيتي... في وهج كلماتي... في كلِّ قصائدي التي سأكتبها بعدك. سترحلين، ولكن... لن ترحل عيناك العنيدتان اللّتان تدخلان القلب ولا تخرجان، وتأخذانني وراء تلال الشّوق، وتدفنانني جرحاً في أديم الذّكريات. سترحلين، ولكن... لن يرحل وجهك الّذي يُشع كضوء الصّباح الضّبابي ، ليضيء غياهب أفكاري وظلمات خواطري. سترحلين، ولكن... لن يرحل عبيرك المبثوث في ثنايا الغرفة، وشخصك القاطن في الكلمات.. سترحلين، ولكن دون وداع، دون حتّى أن تقولي راحلة أنا. سأشكوك إلى تلك الفراشات الجميلة، المتنقلة أبداً بين الزّهور، سأشكوك إلى الأرواح الهائمة، والمتعطشة دوماً إلى المجهول، سأشكوك إلى الطيور المهاجرة أينما حلّت.
ورغم الجرح الّذي يتعمق بالغياب، ورغم اللّحظات الرّاحلة دون إياب، سأذكرك آنستي، ومصابي أني أتذكّر. سأذكرك هناك في الرّكن الدافئ، حيث كنت تجلسين، وحيث أتنشّق في كل زاوية من زواياها رائحة ذكرى تضمخ شعوري بطيب أحداثها. كرسيّك الذي كان يسعد بضمك كل يوم، وسادتك التي كنت تسندين إليها خدّك، طاولتك التي طالما تمسحينها بنعومة يديك، ستبقى كلّها شاهدة أبداً على طيفك المقيم في ذاكرتي، والذّكرى هي نبضي وفي انطفائها موتي.
ولا أعلم –آنستي- إن كانت ذاكرتك ستدّخر طيف هذا الشّاب النحيل، التائه أبداً بين مسالك الرّوح وأوجاع النفس، بعد أن لامس الفشل كلّ شيءٍ في حياتي، واختاره الغراب مسكناً يجالس وحدته، وينعق على روحه.
رماه سواد الليل وقذفته دروب الشّقاء في بحر من الآلام والهموم، ظلّ من الكآبة الثقيلة يلفّ صفحات حياته، يعانده الحظّ عناداً شديداً، إذا شرّق في الأمر غرّب له، وإذا غرّب في الأمر شرّق له، وإذا تاجر بالأكفان مامات أحد. يلتقط ما تبقى له من أنفاس، يداوي بصمت جرحه، ويسدّ بيديه نزيف روحه التي وصلت إلى الخريف دون أن تمرّ بالربيع، لم يبقَ له سوى مغازلة الحبر وترجيع الذكريات.
والحياة –يا آنستي- تماماً كخلجات قلبي لا تعرف الاستقرار أبداً، قوافل تأتي، وقوافل ترحل بلا عودة، نودّع أحباباً بكلمات موجزة، ونودّع آخرين بلا كلمات.
أخيراً –يا آنستي- ها أنذا أطلّ من نافذة خجولة، أجمع شجاعتي، أحطّم صمتي، أُلملم ذاتي من مدارات الضّياع بين أوراق الذّكريات والأحزان. لأقول لك: ارحلي!... ارحلي كما ترحل النجوم، كما ترحل الغيوم، بل كما ترحل الرّوح عن الجسد، لتصبحي بعد حين بقية ذكرى، وأصبح وحدي هنا شاهد الذّكريات. ارحلي، وخذي ما شئت أن تأخذي فقط اتركي لي أصابعي، وقلمي، لأخطّك قصيدة حزينة تؤرشف لحظات الرّحيل. ولأرسم وجهك على جدار القلب وأغلفه بأوراق الياسمين. نعم، رحلت دونما ضجيج، هكذا جاءت كحورية من البحر بصمت، ورحلت بصمت.
مات الوفا
| |
|
جروووحه الليل مشرفة منتدى الرومانسيه وبوح الخواطر
عدد الرسائل : 197 تاريخ التسجيل : 30/07/2008
| |
الملقوفه مشرفة همس القوافي ونبض القصيد
عدد الرسائل : 226 جنسيتك : لبناني اعلام الدول : تاريخ التسجيل : 30/07/2008
| موضوع: رد: ورحلتي بعيدا مع خيوط الفجر الجمعة أغسطس 22, 2008 6:38 pm | |
| أخيراً –يا آنستي- ها أنذا أطلّ من نافذة خجولة، أجمع شجاعتي، أحطّم صمتي، أُلملم ذاتي من مدارات الضّياع بين أوراق الذّكريات والأحزان. لأقول لك: ارحلي!... ارحلي كما ترحل النجوم، كما ترحل الغيوم، بل كما ترحل الرّوح عن الجسد، لتصبحي بعد حين بقية ذكرى، وأصبح وحدي هنا شاهد الذّكريات. ارحلي، يعجز قلمي عن كتابه كلمه شكر وتقدير لكتاباتك التي تروي القلوب العطشاء التي ترسم الاماني التي تبحر بنا الي عالم لاحدود له التي تجعلنا اسيرين لكلمات من ذهب كلمات تخاطب الروح تحياتي وتقبل مروري | |
|
سندريلاالعرب نائبـــــة مديــــــر المـــــــــوقع
عدد الرسائل : 629 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 29/07/2008
| موضوع: رد: ورحلتي بعيدا مع خيوط الفجر الإثنين أغسطس 25, 2008 1:04 am | |
| كم هو من القليل ان اجد او اقف مبهوره عند كلام برووووعه كلامك وهاانت تتحدث عن الرحيل بعبارات تجعلنا نبحر في هذا العالم الرحيل كلمه صغيره بحجمها ولكنها كبيره بمعناها فنحن امام هذه الكلمه نقف مكتوفي الايدي نبحث عن حل غير هذا الاختيار المر ومع هذا ورغم محاولتنا الا اننا نقع فيه ومااصعبه اذا كان من اقرب الناس لديك ورحل عنك وتركك وحيد بعد ان كان يملي عليك حياتك لتصبح بلاهدف لكن يجب علينا ان نتقبل هذه الصدمه ونكون مستعدين لها فهو في اقرب وقت قد يرحل عنك اقرب الناس لديك بدون استطاعته ولا استطاعتك كم اشكرك مات الوفا على هذا الموضوع لتناقشنا فيه فهو احق ان نناقش فيه عن غيره
مودتــــــــــــــــــي | |
|
مات الوفا مشرف منتدي الترحيب بالقادم
عدد الرسائل : 434 تاريخ التسجيل : 06/08/2008
| موضوع: رد: ورحلتي بعيدا مع خيوط الفجر الإثنين أغسطس 25, 2008 5:06 am | |
|
/ \ /
جروحه الليل
الجمال هو احساسكـِ بـ الحرف ..! والرووعه تكمن بـ حضوركِ الندي .., بين قطرات حبري المتلاطمه على الورق ..!
سحابة قطراتكِ أغرقت متصفحي بـ الم ـطر .., لكِ شكرا بـ حجم السماء والأرض ..!
أطيب الأمنيات
.. ..
مات الوفا
| |
|
مات الوفا مشرف منتدي الترحيب بالقادم
عدد الرسائل : 434 تاريخ التسجيل : 06/08/2008
| موضوع: رد: ورحلتي بعيدا مع خيوط الفجر الإثنين أغسطس 25, 2008 5:08 am | |
| الملقوفة
ماأسعدني بـ اطرائكِ يالغلا .., وأتمنى اني وفقت بـ بوحي وهمسات حرفي ..,
لكِ من الاعماق ياغالية كل الحب .., ولـ روحكِ .. ندى الورد
.. ..
مات الوفا
| |
|
مات الوفا مشرف منتدي الترحيب بالقادم
عدد الرسائل : 434 تاريخ التسجيل : 06/08/2008
| موضوع: رد: ورحلتي بعيدا مع خيوط الفجر الإثنين أغسطس 25, 2008 5:11 am | |
|
. . .
سندريلا العرب
أَلفَ وَردَةُ اِمتِنَانْ ..! لـِ حُضُورِك أَخِتي .,
يرْعَاكَ الرَحْمَن .. ..
مات الوفا
| |
|